آخبار عاجل

   كيف  يمكن تفادي المماطلة والجدال من الأبناء ! .. لـ « سلوى المؤيد »

14 - 01 - 2019 12:00 1350

* الحلقة الرابعة من كتاب « كيف نعلم أبناءنا  تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة  : « سلوى المؤيد » تحت عنوان :   كيف  يمكن تفادي المماطلة والجدال من الأبناء !

......................

 مماطلة الأطفال في تلبية ما يطلبه آبائهم منهم .. تعد من أكثر العادات السلبية التي يرسخها الآباء  في سلوك أبنائهم ..وهي كثيراً ما تحدث في مجتمعاتنا  العربية .

خالد  يعلم من والده أن عليه أولاً إنهاء واجباته قبل أن يشاهد التلفزيون ..لكنه لم يفعل ذلك ..حيث بدأ يشاهده قبل الإنتهاء من واجباته المدرسية

قال والده معلقاً " خالد..عليك الإنتهاء من واجباتك ..ثم مشاهدة التلفزيون "

رد خالد "لكن يا أبي ..هل يجب أن أنهي جميع دروسي ..لقد انتهيت من نصفها حتى الآن ؟"

أجاب والده موضحاً " عندما تنتهي من مشاهدة التلفزيون سيكون الوقت متأخراً ..لتنهي  الباقي من واجباتك "

قال خالد متوسلاً

" أرجوك يا  أبي .. سأشاهد هذا البرنامج فقط ثم  أنهي بقية واجباتي "

قال والده يحاول إغرائه بإكمال  واجبه " إذا أنهيت واجباتك كلها  الآن ..سأدعك تظل ساعة أكثر في كل يوم "

"لكن يا أبي هل إذا أنهيت واجب آخر الآن وتركت الباقي بعد الساعة الثامنة ستدعني أتأخر ساعة أيضاً

رد الأب متأففاً " لقد تعبت وأنا  أتحدث في نفس الموضوع "

هنا ..لاحظ خالد ضعف والده فدخل من هذه الثغرة ليستخدمها لصالحه

" أرجوك يا أبي ..أوعدك أنني سأنتهي من دروسي الساعة التاسعة مساءً

أجاب الأب بعد أن فقد صبره تماماً .. ""طيب  سأ دعك هذه المرة لكن غداً لا تعيد لي هذا الموال  إذا كان لديك واجبات "

رد خالد فرحاً بانتصاره " أوعدك بإن أفعل ذلك "

هل  سمع  الإبن أي رسالة في هذا المثال من الأب أن أداء  واجبه المدرسي  قبل مشاهدة التلفزيون أمرواجب ..خالد لم يسمع هذه الرسالة ولا نحن ..بل بالعكس ..جعل الأب الأمر  قابل للمناقشة والتفاوض مع إبنه

وبالنسبة للأطفال ..التفاوض معناه فرص للإختيار ..وخالد حاول أن يدرك إلى أي حد يستطيع أن يستغل الفرصة التي سنحها له والده ..والآباء الذين يتركون أولادهم يماطلو هم بالنسبة لحدودهم ..كأنهم يشجعوهم  على أن يقوموا بذلك .. وهذا ما فعله والد  خالد معه

 الجدال والنقاش :

هذه إحدى الأساليب السلبية التي يستخدمها الآباء في تربية أبنائهم

وإليكم مثال عليه حتى يمكننا أن ندركها لنتجنبها مع أطفالنا .

 سهى فتاة في التاسعة من عمرها ..كان عليها ترتيب غرفتها قبل أن تذهب للعب مع صديقتها ..خصوصاً وأن الخادمة قامت بتنظيفها صباحاً كعادتها

 

                                              (٢)

قالت سهى معترضة على طلب  والدتها 

" لا أدري لماذا علي أن أرتب غرفتي قبل أن أذهب ..إ ذا كنت أنت لا ترتبيها عندما تخرجين مع والدي مساءً

رد عليها الأب" غرفتنا نظيفة .. نفذي ما  ما قلناه لك "

أجابت سهى مجادلة " سريركما غير مرتب وكذلك الغرفة "

قال الأب بإصرار

أمك رتبت الغرفة ..الآن إفعلي ما طلبته منك "

 واحتجت الإبنة قائلة " هذا ليس بعدل ..أنتما تختاران الوقت الذي تقومان فيه بترتيب غرفتكما خلاله ..وأنا لا أستطيع "

أجاب الأب بعد أن بدأ يفقد صبره مع ابنته ومماطلتها

" لقد سمعت ما فيه الكفاية منك ..ومللت من سماع شكاويك ..أنت تعرفين القواعد في هذا البيت ..فافعلي ما قلته لك .

دعونا نحلل هذا الموقف التربوي لندرك أين يوجد الخطأ فيه

رسالة الأب للإبنة واجهتها بالجدال والنقاش حول القواعد التي وضعها لها ..وما حدث أثناء ذلك أن سهى لم تقم بتنظيف غرفتها ..ولن تقوم بذلك إلا بعد أن ينتهي ذلك التوتر ..وهذا النوع من النقاش قد يستمر فترة أطول ..ومعنى ذلك أن القواعد أو الحدود التي يضعها  الاب لتسير عليها ابنته هي موضوع قابل للمناقشة والجدال ..وبدن أن يقصد ..كان الأب يشجع صراع القوة لتشجيع سهى لكي تختبر حدوده وتطيل فترة ممارستها لسلوكها السيء .

http://Www.salwaalmoayyed.com.bh

 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved